معرض دمشق الدولي بدورته الحادية والستين

في جناح جرحى الجيش بمعرض دمشق الدولي.. منتوجات صنعت بكل حب

ليس جناحاً عادياً تمر به في معرض دمشق الدولي فأصحابه ذوي جبهات تقرأ عليها النصر وإرادة الحياة  وما يحتويه ليس منتجاً عادياً تشتريه كباقي أجنحة المعرض فزائر جناح مركز “سوا” لمنتجات جرحى الجيش العربي السوري يشتري شيئاً صنع بكل حب

2019-09-03

ليس جناحاً عادياً تمر به في معرض دمشق الدولي فأصحابه ذوي جبهات تقرأ عليها النصر وإرادة الحياة  وما يحتويه ليس منتجاً عادياً تشتريه كباقي أجنحة المعرض فزائر جناح مركز “سوا” لمنتجات جرحى الجيش العربي السوري يشتري شيئاً صنع بكل حب.

أربعون جريحاً من أبطال الجيش العربي السوري من مختلف المحافظات بعد أن غادروا جبهات القتال أرادوا أن يطلوا على الحياة بعزيمة الانتصار على الإرهاب ذاتها ينسجون بأيديهم قصة حياة جديدة في ميدان العمل والإنتاج في مشاركة هي الأولى من نوعها في معرض دمشق الدولي.

منتجات منزلية يعج بها جناح مركز “سوا” من “تين هبول ودبس رمان و شنكلش وفريكة وماء الورد والعسل والقبار ومختلف المنتجات الغذائية والزهورات” والحرف اليدوية التقليدية من الحرير والخشبيات وسلال القش وأصناف غيرها توقفك دقة تصنيعها وروائحها الذكية .

هو الشهيد الحي كما يلقبونه أقعدته الإصابة على جبهة دير الزور لكن روحه الوثابة تفوقت على ألمه الجريح أسد عبد الحميد سلمان من ريف حماة المشارك بالمعرض يقول بعد أن سحقنا الإرهاب وحمينا البلد علينا أن نكمل بما استطعنا مشوار الحياة.

لا يستطيع سلمان بسبب الإصابة “شلل رباعي” أن يعمل بشكل مباشر لكنه يشرف على مشروع صغير لأسرته المكونة من خمسة أبناء بمساندة زوجته اشترينا بقرة ونصنع كل منتجات الحليب كما نزرع الأرض ونبيع منها مختلف أنواع الحبوب.

من جبهة الحرب في حلب إلى جبهة الحياة يقول الجريح فريد علي من ريف طرطوس وهو جالس على كرسي للمقعدين “تعلمت مهنة صناعة الخيزران إضافة إلى الخزفيات والمزهريات قبل عامين بعد أن استعدت إلى حد ما عافيتي بمساندة زوجتي” مشيراً إلى أن مشاركته بالمعرض دافع للعمل وتشجيع لزملائه الجرحى على اتقان أي مهنة تعطيهم مردوداً مادياً.

الزوجة زينب ترافق زوجها فريد إلى المعرض يدي بيده سوا اساعده بكل شيء وتمكنا من تجاوز إعاقته بالعمل.

جرحى لم يتمكنوا من الحضور إلى المعرض تركوا أسماءهم إلى جانب منتجاتهم تخبر الزائرين عن أبطال لم يعرفوا الهزيمة.

تستوقف معروضات الجناح نور الباشا الذي قدم مع عائلته إلى المعرض ويشير إلى أن ما لفت انتباهه المنتجات الغذائية المصنوعة منزليا واشترى لأول مرة شنكليش إضافة إلى عسل وتين يابس معتبرا أن إقامة جناح لمنتجات جرحى الجيش فكرة صائبة وعلينا جميعا دعم الجريح الذي بذل دمه وضحى من أجلنا.

الدكتورة أيسر ميداني رئيس مجلس أمناء شبكة العلماء والتقانيين والمجددين والمبتكرين السوريين في المغترب نوسيتيا رأت في دعم الجريح واجب إنساني ووطني ليكونوا منتجين خلال مهن تتلاءم وإصاباتهم لافتة إلى أن هذه التجربة يجب أن تكون نواة مشروع انتاجي لمن انقذوا الوطن من الإرهاب وحموا سيادته واستقلاله.

ياسمين شاهين مديرة مركز سوا الذي يقدم العلاج الفيزيائي مجانا للجرحى توضح أن الهدف من المشاركة بالمعرض هو مساعدة الجريح من جديد بالمجتمع وإعانة نفسه وأسرته من خلال منتجاته مضيفة كما ضحى بارض المعركة هو الآن يعمل ويطرح منتج من صنعه بكل محبة ولذلك شعارنا هو أنت تأخذ شيئا صنع بكل حب  مشيرة إلى أن الجناح لاقى رواجا بين الزوار.

أكرم العفيف خبير تنموي لدى مركز سوا يشير أن فكرة المشروعات المنزلية أتت بهدف نقل الجريح بعد تلقي العلاج الفيزيائي إلى مرحلة الاعتماد على نفسه من خلال صنع منتج رخيص ومنافس بالجودة وبالسعر مضيفا خلال سنتين سيكون لدينا عشرات الاصناف المنتجة وستكون المشاركة أوسع من الجرحى ونطمح للتعامل مع شركات وجهات تصديرية لتسويق منتجاتهم.

#شارك