طوال سنوات عملي الصحفي وأنا أسمع وأقرأ , لابل كتبنا الكثير عما سمعنا , وفندنا هذا المصطلح بكثير من العبارات , إلى أن اعتقدنا حتى هذا التاريخ أنه لعبة تحاكي واقع صعب التطبيق ألا وهو (تطبيق الفوترة) في المعاملات التجارية , فكانت حديث الماضي والحاضر وحتى المستقبل لا يمكن الهروب منه
المتابع اليوم لوسائل الإعلام المكتوبة التي لم تعد تشمل الصحف والمجلات الورقية في سورية أصبح يشعر بالملل وعدم الاهتمام، خاصةً وأن أغلب هذه الوسائل فقدت بريقها مع دخول وسائل التواصل على الخط
أدى تأخر وصول رسائل مازوت التدفئة للمواطنين -مع انعدام وسائل التدفئة الأخرى من كهرباء والتي تجاوزت انقطاعاتها في بعض المناطق إلى أيام وأيام وانعدام الغاز والحطب- إلى اضطرار الكثير منهم لشراء كميات قليلة من المادة لزوم التدفئة أي كل يوم بيومه
مما لاشك فيه أن الحروب تترك آثارها الكارثية أينما حدثت مهما كانت صغيرة ومحدودة..هذا أمر يعرفه القاصي والداني ونحن (السوريين) نعرفه اليوم أكثر من غيرنا
وزارة التموين والفريق الاقتصادي، اجتماعات مكثفة تحت عنوان تأمين تدفق السلع وتحقيق الأمن الغذائي، ونقرأ بين حين وآخر رصد مبالغ أو سلف بالمليارات لتأمين السكر والرز والزيت النباتي وغيره
غريب فعلاً ما يحصل في أسواقنا تسونامي ارتفاع أسعار يجتاح كلّ المواد والسلع مع بورصة تغيير سعر يومي
لا يحتار أي إنسان “كائن من كان” عند رؤيتي للمرة الأولى ليعرف أني “صحفية” على مبدأ “سماهم في وجوههم”
قد نقبل بكل مفرزات الحرب الكونية والحصار الاقتصادي الظالم , والعقوبات القاهرة لكل جوانب حياتنا اليومية وارتداداتها السلبية على مكونات الاقتصاد الوطني, من زراعة وصناعة وتجارة وخدمات .. وصولاً إلى معيشة المواطن اليومية
يقال في الإعادة إفادة، ومن هذا المبدأ يكتب الصحفي مراراً وتكراراً عن مشكلة ما أو يعرض مجموعة من الهموم التي تلامس حياة المواطنين اليومية أو تلامس وجع شريحة من الشرائح
بلا مقدّمات نسأل : هل كلّ من يتحدث عن الفساد يحارب الفساد فعلاً ؟
اتحاد العمال في مؤتمراتهم يطالبون بحقوق العمال وتثبيت العقود السنوية، والمطالبات تحتاج متابعات ورقية من دون كللٍ أو ملل لتحصيل حقوق العمال
إذا أردنا البحث عن سبل الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بكل جوانب حياتنا يفترض أن تكون البداية بإعادة هيكلة الاقتصاد والاتفاق على لون محدد وهوية ثابتة له
في كل الأزمات والحروب تتغير الكثير من المفاهيم , وخاصة ما يتعلق بالسلوك الإنساني وتوظيفه بطرق مختلفة, تارة تلبية للمصالح الشخصية والوصول إلى الثراء المتزايد, و أخرى تحت ضغط الحاجة التي تفرزها تلك الأزمات وما تخلفه من ويلات لفئات كثيرة من المجتمع
أتذكر حينما كان مؤشر أسعار السلع يتصاعد منذ سنوات وكان لا يزال رحيماً قياساً بأسعار هذه الأيام الصعبة، كنا نحن معشر الصحفيين نعزو الغلاء إلى أفعال المحتكرين