يلجأ عدد كبير من الطلاب إلى متابعة البرامج التعليمية نظراً لصعوبة المنهاج من جهة، وللحصول على نتائج دراسية متقدمة من جهة ثانية، فالمدرس الخصوصي ليس أقدر من برامج التقوية التعليمية، التي تعرض على شاشة التلفاز، لأنه قد يؤثر سلباً في ثقة الطالب بنفسه، وقدرته على تلقي المعلومة وفهمها على نحو صحيح، فللمدرسين دور مهم في تشجيع طلابهم على متابعة البرامج التعليمية التي تعرض على شاشة التلفاز بشكل شبه يومي، فبعض الطلاب قد يجدون صعوبة في المادة فيلجؤون للمتابعة وبشكل مجاني أمام شاشة التلفاز.
رنا الطالبة في الثانوية العامة تقول: لأن وضع أهلي المادي لا يسمح لي بالاستعانة بالمدرس الخصوصي، فإنني ألجأ إلى متابعة البرامج التعليمية التي تعرض على شاشة التلفاز، لكن تواجهني مشكلة في فهم الدروس من خلالها، ولا يوجد تواصل بيننا وبين المدرسين في حالة عدم استيعابنا لأي معلومة يتم شرحها، إضافة إلى أن المدرس على شاشة التلفاز يشرح خطوات حل المسائل الحسابية (فرضاً) بطريقة وافية ويتحدث بسرعة نظراً لضيق وقت الحلقة، ويسرد المعلومات من دون التركيز على إيصالها للطالب.
بدورها السيدة كريمة، أم لثلاثة أولاد في مراحل تعليمية مختلفة، أوضحت أن البرامج التعليمية التي تعرض على القناة التربوية وسيلة للقضاء على مافيا الدروس الخصوصية موضحة أن الأجيال الحديثة لها عقلية مميزة، ويمكنها التقاط المعلومة بسهولة من خلال الشاشة الصغيرة والبرامج التعليمية، والتواصل عبر (النت) مثلاً، وهذا يؤدي إلى القضاء على الدروس الخصوصية.
المدرسة هيام النوري خريجة معلم صف أوضحت أن تلاميذها يشرحون لها عن فائدة البرامج التعليمية التي ترافقها وسائل الإيضاح، في حين أن بعض المدارس يفتقر لهذه الوسائل، أما البرامج التعليمية وخاصة لطلاب المرحلة الابتدائية فإنها تفتح أمامهم أفقاً واسعاً وتزيد معارفهم من خلال وسائل الإيضاح لأن وجودها يرسّخ المعلومة لدى التلاميذ ويمنعهم من نسيانها.
ويرى وليد مدرس اللغة الفرنسية للمرحلة الثانوية أن البرامج التعليمية جزء لا يتجزأ من منهاج التعليم، فالطالب، إضافة لمتابعته البرامج التعليمية، بحاجة للتواصل مع مدرس المادة أوالمدرس الخصوصي لعدة أسباب: فهي مادة مرسبة، وهي طويلة وشاقة والسبب الأهم أنها دخلت متأخرة إلى مناهج طلابنا لذلك فهي بحاجة إلى متابعة مكثفة.
بدورها المدرسة عبير المختصة بتدريس مادة الرياضيات قالت: إن البرامج التعليمية مكملة للمناهج، لأن الكثافة الطلابية في غرف الصف قد تمنع بعض الطلاب من فهم أحد التمارين، ففي هذه الحالة تكون البرامج التعليمية مكملة، وتقوم مقام المدرس الخصوصي، لكن الفرق أنه يستمع ويرى من دون أن يكون هناك مجال للحوار أو السؤال، ولا يمكن إعادة أي تمرين لا يفهمه متابع القناة التعليمية.
حسام أستاذ العلوم الطبيعية يشجع طلابه على متابعة القناة التربوية، لأنها تعرض التجارب التي قد يصعب تطبيقها في المدارس، نظراً لفقدان بعض عناصر التجربة، وربما صعوبة الحصول عليها، وفي غرفة الصف ليس بإمكانه شرحها إلا نظرياً لغياب عناصر التجربة غالباً، أما على الفضائيات التعليمية ففي إمكان الطالب متابعة التجربة لو لم تتح له المناقشة لتوفر الأدوات لتطبيق التجربة، سواء الفيزيائية منها أو الكيميائية، ومسائل التفاعلات كلها تعرض وبشكل مفصل، وحين يلجأ بعض أولياء الأمور إلى الاستعانة بمدرس خصوصي لا يمكنه القيام بتطبيق التجربة داخل المنزل، بعكس الحالة المتوفرة بالتلفاز التي يستطيع من خلالها الطالب مراقبة الفيزيائي الذي يقوم بتطبيق التجربة، ومجاناً.
وبينت المرشدة التربوية منى حمدان أن هناك ضرورة لتطوير البرامج التعليمية التي تعرض على القنوات التعليمية، وتتضمن الشرح في بث حي بين المعلم ومجموعة من الطلاب داخل الاستديو، وليس داخل المدرسة، ويجب اختيار المدرسين الجديرين بهذا العمل، وتكليف مجموعة من الطلبة بالتدريبات الجادة التي تساعدهم على الفهم والاستيعاب الجيد، ثم تكون هناك وسيلة اتصال متبادلة بين المشاهدين والمدرس داخل البرنامج، للرد على الاستفسارات وسماع الإجابة عن كل استفسار، ولا بد هنا من قيام المدرس بالتأكد من أن المتلقي قد زال عنه الغموض بعد تساؤله، وألا يكون التواصل من اتجاه واحد فقط.
ونوهت المرشدة التربوية :بأن متابعة برامج التلفاز التعليمية من قبل الطالب قد لا تتاح له لأن مواعيدها قد لا تتناسب مع كثير من الطلبة الذين يأتون مرهقين ومتعبين من المدرسة ولا يستطيعون التركيز، وربما يكون في وقت القيلولة أثناء عرض البرامج، أو انقطاع التيار الكهربائي، لكنها تبقى بديلاً حقيقياً عن المدرس الخصوصي، وغير مكلفة ومرهقة مادياً للأهالي، وتالياً بإمكاننا الاستغناء عن المدرس الخصوصي بمتابعتنا دروسنا على الفضائيات التعليمية مع خيرة الأساتذة الذين يحرصون على تقديم المفيد لنا.
.. جريدة تشرين..