بعد أن كانت زراعته وإنتاجه قبل حوالي 25 سنة من أهم الزراعات وأكثرها ريعية اقتصادية للفلاح في طرطوس وسهل عكار تراجعت المساحات المزروعة بالفول (الفستق) السوداني من 9665 هكتاراً سنة 1995 إلى 1204 هكتارات سنة 2015 وتراجع إنتاجه من /19/ ألف طن إلى 2.5 ألف طن عام 2015، ويرى معظم الفلاحين أن السبب في ذلك يعود إلى توقف معمل الفول السوداني في طرطوس عن تسويق الانتاج وتصنيعه وإلغاء الشركة العامة للفستق وبالتالي تراجع اهتمام ودعم الدولة له إضافة إلى منافسة الزراعات الأخرى له من الناحية الاقتصادية وخاصة الزراعات المحمية والتوسع في زراعة الحمضيات ما أدى إلى تناقص مساحة السليخ المروي من 16 ألف هكتار سنة 2000 إلى 12 ألف هكتار سنة 2012 على الرغم من زيادة المساحة العامة المروية، وعلى الرغم من ذلك يحاول بعض المزارعين الاستفادة منه كزراعة تكثيفية بعد حصاد موسم القمح بغية الاستفادة من الأرض قدر المستطاع لكن يواجهون بقلة الانتاج وصعوبات التسويق وانخفاض أسعار المبيع مقارنة مع التكاليف العالية.

ارتفاع التكاليف

المزارع فؤاد محمد مصطفى قال: تكاليف زراعة الفول السوداني مرتفعة حالياً بعد أن كانت سابقاً لا تحتاج سوى الفلاحة والبذار والري أصبحت إضافة إلى ذلك تحتاج إلى عدة أنواع من السماد والمكافحة الكيميائية للعناكب ومكافحة عفن الجذر، هذه الأمراض التي لم نكن نسمع بها قبل حوالي 20 سنة وإلا فلن يجني الفلاح محصوله إذ يصاب جذر الفول (الفستق) بالعفن والاهتراء وبأعداد غير قليلة ضمن وحدة المساحة ما يؤدي إلى موت المجموع الخفري قبل النضج وتعرض الفلاح للخسارة على الرغم من تعقيم التربة، ولدينا شكوك بوجود أمراض أخرى ضمن التربة وقال: كل /1/ دونم يحتاج وسطياً إلى 6 كيلو غرامات بذار بسعر بين 1400-1500 ليرة للكيلو الواحد كما يحتاج كل دونم إلى نصف كيس سماد يوريا بسعر /2500/ ليرة ويتم جني المحصول بعد 3-4 أشهر من زراعته وبعد سقايته من 4-5 ريات خلال هذه الفترة، والانتاج في سهل عكار ضعيف لكنه جيد في سهول قرى بيت أحمد ونوس والحسنة ولعل ذلك يعود إلى نوعية التربة وبالنسبة لي موسم هذا العام 2 دونم أنتجت بحدود 1 طن أخضر وكانت أسعار مبيعه في سوق الهال بحدود (260) ليرة للكيلو الأخضر وانتاج هذه المساحة جيد لكن لدي مساحة أخرى 3 دونمات انتاجها غير جيد بسبب عفن الجذر، وفي العام الماضي كان الانتاج جيداً بالنسبة لي وهناك من يبيعه جافاً (يابساً) بسعر بين 500-600 ليرة للكيلو وله نوعان: صيني ذو حبة صغيرة ممتلئة غزير الانتاج ومجموعه الخضري صغير وهو غير مرغوب في السوق، وهناك نوع محسن ذو حبة كبيرة مرغوب في السوق، وقال: هناك صعوبات في التسويق بعد أن تخلت الدولة عن استلام المحصول وتسويقه إذ يقوم التجار بوضع السعر والتحكم به في سوق الهال من دون تدخل الجهات الحكومية.

تراجع الانتاجية

رئيس دائرة التخطيط والاحصاء في مديرية زراعة طرطوس علي محمد أعد مذكرة عن واقع زراعة الفول السوداني وتطوره في المساحة والانتاج ضمن محافظة طرطوس بين عامي 1995 و2015 يتضح فيها التراجع الكبير في المساحة المزروعة وكميات الانتاج، وبينت المذكرة أنه في عام 1995 زرعت مساحة 9600 هكتار أنتجت 19.3 ألف طن وتراجعت المساحة المزروعة في عام 2000 إلى 5400 هكتار أنتجت 16 ألف طن، كما تراجعت المساحة المزروعة عام 2002 إلى 2600 هكتار أنتجت 7.5 ألاف طن واستمر التراجع في المساحة المزروعة والانتاج حيث وصلت عام 2013 إلى 984 هكتاراً أنتجت 2300 طن.

"تشرين"