«حارة المغارة» في المزة 86 آيلة للسقوط.. مواطنون: طالبنا بمجرور صـرف صحي فردّت المحافظة بالإخلاء الفوري
2016-07-17 12:52:50
بعد ثباتها الطويل والذي دام سنوات محافظة دمشق تنذر أهالي حارة المغارة في منطقة المزة 86 بالإخلاءات الفورية تحت طائلة المسؤولية الشخصية ما أثار حفيظة السكان وغضبهم .
روايات الأهالي تؤكد أن حوادث الانهيار في المنطقة قد تكررت فمنذ حوالي الثلاث سنوات انهارت غرفة بصاحبها وتم إسعاف الرجل الذي أصيب إصابات بالغة من قبل الأهالي كما تكرر الحادث منذ سنة مضت حيث انهار محرس بمن فيه, وكان آخر هذه الانهيارات منذ شهر تقريباً حيث انهارت الطريق المؤدية إلى الحارة بعمق 8 أمتار وتم ردمها.
«تشرين» عاينت الحارة المذكورة وأجرت لقاءات مع الأهالي الرافضين الإخلاء بأي ظرف كان حتى ولو انهارت بيوتهم فوق رؤوسهم .
سومر حبيب (أبو خليل) وهو صاحب لقب الشهيد الحي يقول أسكن في هذه الحارة منذ عشر سنوات ونعاني فقط من الصرف الصحي حيث إن المجرور الموجود دائم الانسداد والفيضان لأن إحداثه قد تم من قبل الأهالي وعلى نفقتهم الخاصة أي دون مراعاة الشروط الفنية المطلوبة وعندما طالب الأهالي المحافظة بمجرور جديد جاء عناصر البلدية وأعضاء مجلس المحافظة لينذروا الأهالي بالإخلاء الفوري وتحذير الأهالي من خطورة الوضع وأن بقاءنا في منازلنا سيكون على مسؤوليتنا الشخصية فالأرض تنزلق وغير ثابتة ومنازلنا آيلة للسقوط .
أم صلاح «زوجة شهيد وأم لأربعة أطفال» تحدثت عن معاناتها مع متطلبات الحياة فراتب زوجها البالغ 15ألف ليرة تدفع منه 7 آلاف أجرة لمنزلها ذي السقف من الصفيح وتشير إلى أنها المرة الأولى التي ترى فيها عناصر المحافظة في الحارة بالرغم من أن الحارة كانت عرضة لقذائف وصواريخ الإرهاب وسقط بسببها العديد من الإصابات البشرية الخطرة وأن محافظة دمشق لم تقم بأي خدمات لتلك المنطقة بل إن هذه الحارة تسجل في منسيات المحافظة لتأتي اليوم بشكل مفاجئ وتجبر السكان على إخلاء منازلهم بالسرعة القصوى ومن دون سابق إنذار .
أم محمد تقول بحرقة: زوجي في غياب دائم بسبب ظروف عمله القاسية ونحن جميعنا نعلم أن الأرض -عم تريح و ما جبرنا على المر إلا الأمر -وما حياتي أنا وأطفالي تحت الخطر إلا من مرارة العيش وضيق الحال وقلة الحيلة فجميع سكان هذه الحارة من المتطوعين في الجيش العربي السوري والمحاربين على جبهات القتال الساخنة وأسر الشهداء ليس لدينا مكان آخر نأوي إليه ولم يبقَ لنا إلا النوم في العراء.
أبــــــو حمــــــزة متقاعد ويعيش في المنطقة منذ11 سنة ويملك منزلاً بمســــــــــاحة 50 متراً مربعاً مؤلفاً من غرفة ومنتفعاتها بسقف توتياء ويشير إلى أن أغلب القاطنين في هذه المنطقة من أصحاب الرواتب المتدنية بيوتهم بسيطة وليست ذات وزن أو ثقل على الأرض فهي ليست طابقية وأنهم يعملون على ترميم الشقوق في جدران منازلهم دائماً وهم راضون بما قسمه الله لهم وهي أفضل من النوم في الحدائق العامة. وهنا يجمع الأهالي أن المحافظة لم تعطِ أي ضمانة للتعويض عليهم أو حتى الإشارة إلى سكن بديل أو مبالغ مادية واكتفت بطردهم وتشريدهم من منازلهم .
يبقى علينا القول إنه للأمانة والإنصاف بأن الحارة المذكورة هي حارة صغيرة من الجهة الغربية من منطقة المزة 86 وأن هذه الحالة لا تعني أن هناك ما يهدد الأبنية الأخرى أو الحارات المجاورة فحسب اختصاصيين هناك تكهفات وفوالق قديمة عمرها مئات السنين تمتد من منطقة الربوة مروراً بالحارة الغربية في منطقة المزة 86 وصولاً إلى قطنا. وهنا يحق لنا التساؤل: هل استفاقت محافظة دمشق في اللحظة الأخيرة لخطورة الوضع أم إنها تقوم بإجراءاتها الروتينية المعتادة لترفع المسؤولية عن نفسها؟ أوليس من الأجدى أن تقوم المحافظة بالإصلاحات اللازمة بدل الإزالة الفورية لتلك الحارة بأكملها ,وإن كان لابد من الإزالة ألا يجب على المحافظة التعويض على أسر وعوائل مصابي الحرب وأسر الشهداء وبواسل الجيش وعدم تشريدهم للمرة الثانية علماً أنهم مهجرون من منازلهم بفعل الإرهاب؟
هل يصعب على محافظة دمشق إشادة بناء طابقي أو اثنين لإيواء هؤلاء الفقراء، من خلال «تشرين» يرفع الأهالي صوتهم بضرورة إيجاد حلول إسعافية وفورية للمشكلة
عن تشرين