نباتات الزينة اقتصادية ومولدة للدخل

2016-07-14 13:29:18
زراعة طرطوس: دورنا إشرافي ولا توجد خطة لإنتاج الورود
زراعة الورود ونباتات الزينة قديمة قدم الإنسان...تناقلتها الأجيال من الآباء إلى الأبناء، و بسبب ازدياد الطلب على إنتاج هذه الزهور، بدأت بعض الجهات المختلفة باستيراد الزهور والنباتات من دول العالم المختلفة، وقامت بعملية أقلمتها وإكثارها مع الظروف المناخية حتى وصلوا إلى حالة من الاكتفاء الذاتي،

كما تمّ انتقالها شيئاً فشيئاً إلى عملية التصدير في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي بأرقام كبيرة وخيالية، وبدأ العديد من الشركات والقطاعات المختلفة الاستثمار في هذا المجال، حيث تحولت سورية من دولة مستوردة للورود ونباتات الزينة إلى دولة مصدرة واحتلت المرتبة الأولى في الإنتاج والنوعية على دول المنطقة...لكن ولأسباب موضوعية منها ظروف الحرب وأسباب ذاتية أخرى تتعلق بالمنتج وارتفاع مستلزمات الإنتاج الرئيسة،وغياب الدعم تراجعت هذه الزراعة .

خروج 80% من المنتجين

المهندس محمد الشبعاني رئيس منتجي ومصدري المشاتل والأزهار قال: بسبب الحرب على سوريّة والمشكلات الكبيرة التي تعرضت لها الزراعة الاقتصادية وأدت لخروج أكثر من 80% من المنتجين من عملية الإنتاج الفعلية،والسبب الآخر لتراجع هذه الزراعة –حسب رأي الشبعاني- غياب الدعم الحكومي، وعدم توافر المحروقات مع عدم وجود تسعيرة كهرباء زراعية لأغلبية المشروعات وغيرها. على الرغم من الوعود التي قطعتها جهات حكومية مختلفة لمساعدة المزارعين العاملين في هذا القطاع الذي أثبت وجوده وصموده خلال فترة الحرب على سوريّة ولكون هذا القطاع مولداً للدخل.

اقتصادية

وأوضح المهندس الشبعاني أن زراعة الورود ونباتات الزينة تحتاج تمويلاً مالياً ودعماً كبيراً وخبرة فنية كبيرة وهي في النتيجة زراعة اقتصادية اجتماعية مهمة، حيث يعادل إنتاج حقل من الورود ونباتات الزينة خمسة أضعاف ما تنتجه الزراعات المحمية...ونحو 10-25 ضعفاً من الزراعات الحقلية المفتوحة، مؤكداً أنه من الممكن أن تكون أحد أهم الزراعات الحقلية والاستراتيجية التي تتبناها وتدعمها الدولة كالقمح والشمندر السكري وهي أغلى من الذهب وأبقى من النفط.
تصدير بقيمة 7٫875 مليارات ليرة
يضيف المهندس الشبعاني: تعاني زراعة  الورد ونباتات الزينة من ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وغلاء المواد الأولية وصعوبة النقل والزيادة في أسعارها لأكثر من عشرة أضعاف عما كانت عليه قبل الأزمة، نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر على المنتجات السوريّة، ولاسيما المنتج الزراعي ومنها الزهور التي لها خصوصية معينة في التعامل معها وتكمن هذه الخصوصية في حاجتها للنقل العاجل، نظراً لتعرضها للتلف السريع، ولفت المهندس الشبعاني إلى قيام المصدرين بتصدير/ 1500/ سيّارة مبردة من الزهور والشتول عام 2013، وصل وزن السيّارة الواحدة إلى نحو /25/ طناً بيعت بقيمة أولية للسيّارة الواحدة /15/ ألف دولار،أي ما يعادل /7,875/مليارات ليرة...ويتم التصدير إلى دول الخليج والدول العربية المجاورة ولاسيما العراق، ناهيك بأجور النقل المرتفعة والتي تعادل /5-6/ آلاف دولار للسيّارة الواحدة -في حين انخفض التصدير من الورد ونباتات الزينة عام 2014إلى /2/ مليار و/250/ مليوناً، وازدادت خسارة المنتجين والمصدّرين والإنتاج.

اقتراح

رئيس المنتجين والمصدرين في نهاية حديثه طالب بتسهيل عملية استيراد المواد الأولية بأسعار معقولة ومدعومة،وتأمين المحروقات والكهرباء بأسعار مدعومة للمزارعين وتسهيل الترخيص للمشاتل الزراعية،وتسهيل عمليات التصدير ولاسيما للكميات البسيطة من دون استبدال البيان التصديري بالورقة الحمراء «تصفية فورية» خاصة للأزهار والخضر سريعة التلف والكميات البسيطة الأقل من /500/ كغ ، وزيادة الدعم لتأمين المواد الأولية.

تراجع

المهندس عيسى دريكيشي «أحد المنتجين»قال: أعمل في زراعة الورد ونباتات الزينة منذ عام 1994، وهي مطلوبة من جميع دول المنطقة، ومصدر مهم للقطع الأجنبي، وأضاف: كنا نصّدر يومياً إلى دول لبنان والأردن والخليج والعراق...«مع بداية الحرب على سورية» براداً إلى بردين  يومياً من مختلف الشتول والنباتات وازدادت الأمور سوءاً خلال فترة الحرب. وعلل الدريكيشي أسباب التراجع إلى مصاريف الشحن المرتفعة حيث كانت تكلفة السيّارة الواحدة بين /100- 120/ ألف ليرة عام 1994 – 2000،بينما تصل أجور نقل البراد  الواحد اليوم إلى /5000/ دولار (نعتمد اليوم على الشحن البحري إلى العراق) حيث تصل تكلفة البراد الواحد بالشحن البحري بين / 9000-11000/ دولار.

انخفاض

وأوضح المهندس دريكيشي أن حوالي 150 عائلة في محافظة طرطوس كانت تعمل في هذه الزراعة، بينما انخفض العدد اليوم إلى أقل من النصف تقريباً. واقترح المهندس دريكيشي تأمين الأسواق التصديرية الخارجية بتكاليف منخفضة أو مدعومة من قبل الحكومة،كالشحن بالطائرة...وتأمين مستلزمات الإنتاج من أدوية وأسمدة، وتأمين قروض للمنتجين وتنظيم هذه المهنة عن طريق تأسيس جمعية ضمن إطار فعال وناجح ...

روتين

المزارع جورج النجار أكد وجود مشكلة مع الحجر الصحي الزراعي أثناء استيراد الشتول ومرورها عبر المعابر الحدودية ، حيث تموت الشتول المستوردة من دول الجوار قبل دخولها إلى البلد بسبب الروتين الكبير على الحدود مع دول الجوار، ومن أسباب تراجع هذه الزراعة أيضاً المشكلات الفنية للتربة فحتى الآن لا يوجد معقم للتربة، مع العلم بأن مديرية الزراعة تمتلك جهازاً لتعقيم التربة... لكننا لم نستفد منه.. وأضاف كما نعاني كمزارعين ارتفاع أسعار المحروقات حيث يدفع مزارع الشتول أكثر من 60 ألف ليرة شهرياً كقيمة مازوت ونظراً لكون المازوت غير متوافر اضطررنا لاستخدام  الكهرباء مازاد الأعباء بسبب تصنيف تعرفة الأستهلاك الزراعية بالتجارية، وطالب المزارع نجار بإحداث بورصة في طرطوس خاصة بتجارة الورود ونباتات الزينة وبما يحفظ حقوق الإنتاج للجميع.

7٫918 ملايين ليرة

الدكتورة راما عزيز رئيس مجلس إدارة الشركة الهندسيّة للاستثمارات الزراعية« نماء» أوضحت أن مشروع طرطوس من الورد الجوري للدورة المالية 2013- 2014مشروع الخريبة  أنتج /429707/ وردات سنوياً بيعت بقيمة مالية / 2,614/ مليون ليرة ،كما أنتج مشروع بيت عليان « للعام نفسه»ما قيمته / 474650/ وردة جوريّة سنوياً، بيعت بقيمة مالية / 3,817/ ملايين ليرة ،في حين وصلت الكميات المسوّقة للعام 2014- 2015 إلى /300780/ وردة بيعت بقيمة مالية / 4,566/ ملايين ليرة  «وحدة بيت عليان و/ 259240/ وردة جوريّة بيعت بقيمة مالية / 3,351/ ملايين ليرة. وأضافت الدكتورة عزيز: تركزت نشاطات الشركة في طرطوس في أربعة مشروعات رئيسة هي: (وحدة بيت عليان والخريبة والبيضة ورامة لحا) أما في بقية المحافظات فتتوزع في مشروع الهامة والشيبانية ومشروع حينة وعدرا بريف دمشق وفي المقاسم الخمسة بالحسكة.

صعوبات

الدكتورة عزير أوضحت أن زراعة نباتات الزينة تعاني الكثير من الصعوبات خلال الفترة الماضية من الحرب على  بلدنا سوريّة ولاسيما في مناطق الإنتاج الرئيسة نتيجة تعرض مواقع الإنتاج لسطو ونهب العصابات المسلحة للأموال العامة، التي أدت بدورها إلى شل العمل في الشركة، وعدم تأمين موارد مالية لتمويل المشروعات الإنتاجية، وتأمين مستلزمات الإنتاج نذكر منها:الديون المترتبة على الشركة في الأعوام السابقة – فترة ما قبل الحرب على سوريّة -من أرباح غير موزعة ورسوم غير مسددة لسنوات طويلة (كهرباء – ورسوم ري – مع عدم تأمين المستلزمات..) وخروج معظم المشروعات الرئيسة في الشركة من الاستثمار وخاصة مشروع الهامة والشيبانية والاستيلاء عليه من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.الأمر الذي حرم الشركة من أهم مصادر دخلها، كما واجهت الشركة في مشروع طرطوس الكثير من العقبات أهمها انتهاء العمر الاقتصادي لنسبة كبيرة من نباتات الزينة، الأمر الذي أدى إلى تدني إنتاجيتها ،والخسائر الكبيرة للبيوت البلاستيكية المزروعة بالورود بسبب العواصف والأحوال الجوية التي مرت على المحافظة، مع عدم توافر السيولة المالية لإعادة ترميم هذه البيوت البلاستيكية...واهتراء شبكات الري بسبب تقادمها ،إضافة إلى المشكلات القديمة الجديدة في وحدة رامة لحا وتتمثل بانسداد وتعطل خطوط الري وغرق أجزاء كبيرة في مواسم الأمطار.

لاتوجد خطة

المهندس رفعت عطا الله رئيس دائرة الإنتاج النباتي في زراعة طرطوس أكد أنه لا توجد خطة لإنتاج الورود ونباتات الزينة في مديرية زراعة طرطوس ولا علاقة للزراعة بإنتاجها وتسويقها،  ولا نستطيع إلزام أصحاب المشاتل الخاصة بخطة  سنوية، ولا نتدخل بوضع الخطة... وتقتصر علاقة زراعة طرطوس في إنتاج الورود والمشاتل الخاصة  فقط على الترخيص لها، حيث نقوم كزراعة بمنح التراخيص لمشاتل الورود ونباتات الزينة والإشراف عليها في حال تعرضت هذه المشاتل لجائحة مرضية، وفي حال وجود نقص في الخبرات لدى أصحابها فإننا نتدخل بناء على طلب من أصحاب المشاتل، حيث نقوم بإعطاء التراخيص لأصحاب المشاتل الخاصة بناء على طلب ورغبة الشخص المراد الترخيص له، في حال حقق شروط الترخيص الموضوعة من قبل الزراعة.. من هذه الشروط: ألا تقل مساحة المشتل المراد الترخيص له عن /500/ م2، وفي حال كانت المساحة أقل من هذه المساحة لا يمكن الترخيص له، وأن تكون الأرض خالية من جميع أمراض التربة...وأوضح المهندس عطا الله أن الترخيص للمشاتل الخاصة يعطي أصحابها شهادة منشأ وحسن سلوك ما يساعدهم على عمليات التصدير النظامية إلى خارج القطر... وتصبح إجراءات التصدير إلى الخارج للمشتل النظامي أقل وطأة وعبئاً.
تشرين

#شارك