سورية مهد الحضارات التي عاشت وتركت آثاراً خالدة تجسد عظمة وأصالة شعبنا، ومهما حاول الإرهاب الغادر المدعوم من فاقدي الأصالة والتراث وحاملي الادعاءات التكفيرية والفكر الظلامي أن يشوه ويدمر هذا الإرث فلن يستطيع لأنه راسخ في التاريخ ومحفور في الذاكرة الإنسانية جمعاء، وبعزيمة أبناء الوطن التي لا تلين سيتم اجتثاث الإرهاب ويعاد بناء وترميم وإصلاح كل ماتهدم وتخرب وتضرر من معالم وأوابد... ومحافظة درعا هي لوحة أثرية مشرقة في تاريخ سورية كما بقية المحافظات، إذ تنتشر على ربوعها المئات من المواقع الأثرية التي تعود إلى فترات موغلة في القدم ابتداء من العصور الحجرية ومروراً بعصور البرونز والحديد والعصور الكلاسيكية الرومانية والبيزنطية وانتهاء بالعصور الإسلامية، وهي تكاد تكون متحفاً في الهواء الطلق حيث لا تخلو أي من بقاعها من وجود معلم أثري متميز، لكن معظم هذه المواقع والمعالم لم تسلم من الدمار والتخريب والنهب والتهريب خلال الأحداث الجارية وبدا ذلك واضحاً على القلاع والتلال والخرب والمباني الأثرية، ما يهدد بضياع هذا الإرث الحضاري الكبير ويستدعي تضافر جهود جميع الجهات ولاسيما المجتمع الأهلي للحفاظ على ما تبقى من هذا الإرث الذي لا يقدر بثمن وخسارته هي خسارة للإنسانية جمعاء.
تعرضت الكثير من المواقع والأبنية التاريخية والأثرية ضمن إطار عمل دائرة آثار درعا كما في غيرها لأضرار كبيرة وانتهاكات وأعمال تنقيب جائرة وتهريب للقطع الأثرية عبر الحدود غير الشرعية، وأوضح رئيس الدائرة د. محمد خير نصر الله أن التدمير والتخريب طالا مواقع مهمة منها: الجامع العمري في درعا البلد الذي يعود بناؤه إلى فترة حكم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب تعرض لاعتداءات متكررة على أجزاء منه وحدث تنقيب وحفر في حرمه ومن جهة المحراب بهدف العثور على كنوز أثرية، كما تضررت مئذنته بشكل كبير، وتضرر المسرح الروماني المجاور له، وتهدمت مئذنة جامع الكرك وانهارت، وفي مدينة درعا انهارت معظم أجزاء أبنية الخط الحديدي الحجازي التي تعود إلى فترة الاحتلال العثماني بفعل تفجير سيارة مفخخة من قبل الإرهابيين، وتضرر بناءي السرايا والمرور اللذين تعرضا إلى اعتداءات على أجزائهما الخارجية، إضافة إلى حرقهما من الداخل، ويقاس على ذلك التعديات والضرر الكبير الذي لحق ببقية منشآت الخط الحديدي الحجازي في منطقة غرز ووادي اليرموك وغيرها حيث تم الحفر في أجسام الجسور والمباني الأثرية بحثاً عن لقى وكنوز، وأشار رئيس الدائرة إلى أن معظم التلال المتوزعة في المحافظة لم تسلم من الحفريات والتخريب ونهب محتوياتها الأثرية وفي مقدمتها تل الأشعري الذي يعدّ من أهم المواقع الأثرية حيث عثر فيه على شواهد من العصور الحجرية، إضافة إلى ذلك تشير المغارات إلى وجود مستوطنة بشرية عريقة عنده منذ ما يزيد على عشرة آلاف عام على أقل تقدير تعود لفترات فجر التاريخ والبرونز مروراً بالعصور اللاحقة وحضاراتها، وقد طالت معالم هذا التل أضرار جسيمة نتيجة أعمال التنقيب التي تحدث في وضح النهار وبآليات ثقيلة ومن ورش مافيات آثار عديدة بحضور السماسرة الذين يشترون اللقى ويهربونها عبر وسطاء من الحدود غير الشرعية عن طريق الأردن والكيان الصهيوني الغاصب، وكذلك الأمر بالنسبة لتل بيت آره وأسفل الوادي وتل حذيب الذي يعدّ من التلال المهمة ولم يشهد أي عمليات تنقيب سابقة، وتل الحارة الذي يعد من أعلى القمم الطبيعية في درعا وعلى سفوحه الجنوبية والشرقية نشأت مدينة الحارة، ومن خلال الكهوف والمغارات المنتشرة على محيطه يمكن أن يحدد قدمه بأكثر من ألفي عام ويوجد في مدينة الحارة الملاصقة له بيوت أثرية من الفترات الكلاسيكية والإسلامية، وتل الواويات الذي يعدّ من أهم المواقع الأثرية الكلاسيكية الذي يعود للفترة الرومانية البيزنطية، وتل شهاب وهو من التلال الكبيرة في المحافظة بمساحة 13 هكتاراً وفيه أسوار على كامل ضلعه الجنوبي تعود للفترة الكنعانية وفي الحافة الجنوبية منه تم إنشاء خط حديدي باتجاه فلسطين، واكتشفت في التل مجموعة مدافن احتوت على فخاريات، وجرت التعديات بالحفر في هذا التل والوادي المحيط به وفي محيط السكة الواقعة إلى جنوبه وكذلك في جدران وأساسات طواحين تل شهاب والخرب المحيطة، والحال يقاس على تل الجموع وتل الجابية وأم حوران البارزة خلال الفترات الكلاسيكية، وغيرها الكثير مثل تل عشترة، ولفت رئيس الدائرة إلى تعرض بلدات أثرية لأضرار في نسيجها العمراني ولاسيما في كل من خربة غزالة وعلما وبصر الحرير وطفس ومحجة والنعيمة وصيدا وكحيل والجيزة ونوى والشيخ مسكين وسحم الجولان، حيث حدث هدم لبعض المباني الأثرية المتميزة فيها وتهاوت الأقواس والقباب والجدران والأسقف، علماً بأنه لا يجوز الهدم والبناء في البلدات القديمة إلا بعد موافقة الآثار ووفقاً لشروط محددة لا تضر بالآثار، وكذلك الأمر في العديد من الخرب الأثرية المهمة مثل بيت كار والسامرية وكوكب ويبلا والمنطار وسيف وغرز التي يحتوي بعضها على مدافن أثرية وفيها لقى فخارية وأدوات برونزية وغيرها، حيث يتم الحفر والتنقيب والنهب فيها.
وأشار د.نصر الله إلى قيام مجموعات إرهابية متطرفة بنسف مقام الإمام شرف الدين النووي في مدينة نوى والذي يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي بدعوى تحريم المقامات، علماً بأن الإمام النووي ألف 50 كتاباً و15 مخطوطاً وعلم 17 عالماً، وكذلك تم نسف مقام النبي أيوب الذي يقع في الحي الجنوبي من قرية الشيخ سعد، كما ان قلعة المزيريب التي كانت استراحة لقافلة الحج حتى فترة قريبة قبل انتشار وسائط النقل وتقع في منطقة سياحية معروفة تحوي إضافة لبحيرتها الشهيرة طاحونة وتلاً أثرياً تعرضت للتخريب والحفريات السرية بحثاً عن الدفائن.
تقع مدينة بصرى القديمة على بعد 115 كم إلى الجنوب من العاصمة دمشق ويعني اسمها القلعة أو الحصن ما يؤكد أنها كانت محصنة منذ تأسيسها، والمعطيات تبين أنها كانت معمورة بالسكن في العصر الغسوني والنطوفي والدلائل تؤكد أن المدينة تعود في قدمها إلى العصر الحجري الحديث وعصر البرونز وقد ازدهرت فترة حكم الأنباط فاتخذوها عاصمة لهم وأصبحت عاصمة الولايات العربية في الفترة الرومانية والعاصمة الدينية للغساسنة وسجلت على لائحة التراث العالمي عام 1980، وقد أوضح رئيس شعبة المباني في دائرة آثار درعا وافي الدوس أن التخريب والسرقة طالا التراث الثقافي الإنساني في سورية بهدف طمس الهوية الحضارية، ويختلف التراث الثقافي في أضراره عن غيره من القطاعات الأخرى من حيث صعوبة ترميمه وإعادة بنائه ولاسيما أنه يحمل الكثير من التزيينات والزخارف ويحتاج إلى أموال وجهود وفترات زمنية كبيرة، وكذلك فقدان المادة الأولى في التاريخ من خلال سرقة محتويات التلال والخرب والبلدات الأثرية وصعوبة استعادتها لعدم معرفة مواصفاتها وتعاريفها لتتسنى مراسلة الانتربول الدولي والمؤسسات المهتمة، وبيّن الدوس أن مسرح بصرى الروماني الذي أنشئ في السنوات العشر الأخيرة من القرن الثاني بعد الميلاد يعطي الدليل على عظمة المدينة في العصر الكلاسيكي القديم، وقد حصلت أضرار فيه نتيجة قذائف الإرهابيين التي سقطت في منصته وبعض مدرجاته وفي الفسحة السماوية الشرقية والغربية التي تؤدي إليها منصة المسرح وفي الممر الذي يصل بين طبقة المنصة وطبقة أرضية المسرح، وفي القلعة التي تحيط أبراجها بالمسرح والبرج الغربي والشمالي أضرار مختلفة وتصدع البرج الشمالي الشرقي، كما أدت الاهتزازات إلى انهيار السور المحيط بخندق القلعة في الزاوية الشمالية الشرقية، ووقعت أضرار في ساحة التماثيل التي تقع أمام بيت الضيافة وتضررت لوحة الفسيفساء الموجودة على جدار القلعة في المدخل وتلك الموجودة في جدار القلعة الجنوبي لساحة التماثيل، وحطمت وسرقت محتويات متحف التقاليد الشعبية الذي يقع في البرج الجنوبي الغربي، وأتت الأضرار على مئذنة وجدران الجامع العمري الذي يعود لبداية الفترة الإسلامية في زمن عمر بن الخطاب «634-644م»، كما انهار جزء من المداميك الحجرية في الجدار الشرقي لمسجد مبرك الناقة الذي يقع في الزاوية الشمالية الشرقية من مدينة بصرى وهو يعود للفترة الإسلامية المذكورة نفسها، وتضررت مئذنة وجدران المسجد الفاطمي الخارجية والذي تشير عمارته إلى أنه يعود إلى العصور الوسطى، وطالت الشظايا واجهات دير الراهب بحيرا الداخلية والخارجية، وسقط ودمر سرير بنت الملك الذي يرتبط بالذاكرة الشعبية كما سقطت جدران قصر الأساقفة وحدث انهيار جزئي في الصومعة وفي مكان سكن الكاهن الأكبر، ودمر الفرن المخدم للبلدة القديمة إضافة إلى انهيار في سقف الممر المقنطر، وبيّن رئيس شعبة المباني أن أزمة التراث الثقافي الإنساني أديرت وفق أولويات في المديرية العامة للآثار تتمثل في إغلاق المتاحف ونقل القطع الأثرية الموجودة في متاحف المناطق الساخنة إلى أماكن أكثر أماناً، وتوثيق الأضرار وابرازها عبر موقع المديرية العامة للآثار والخارطة التفاعلية، والتعاون مع المجتمع الأهلي من أجل الحفاظ على التراث الثقافي لكونه ملك الجميع، وأتت ثمار هذه الأولويات حيث نالت المديرية العامة للآثار ممثلة بالدكتور مأمون عبد الكريم مديرها العام جائزة فينسيا، وتعاون اليونيسكو مع المديرية حصراً وعدها المرجع لمصداقيتها، وتقديم اليونسكو والإيكروم الدعم الفني لكوادر المديرية في إدارة الكوارث التي تعنى بالتراث الثقافي من جهة وإعادة الإعمار من جهة أخرى، وارتفاع أصوات المنظمات الدولية ذات الصلة إلى جانب صوت المديرية لإيقاف تدمير التراث السوري سواء في بصرى وتدمر أو غيرهما وكان صدى وقعهما بحجم المعركة الميدانية، وكذلك صدور قرار مجلس الأمن رقم 2253 المتضمن إدراج المنخرطين بالاتجار بالآثار المنهوبة بالشراكة مع التنظيمات الإرهابية كداعمين للإرهاب وميسرين له، وصدور القائمة الحمراء للتراث الثقافي السوري المسروق، مع التنويه بأن المديرية أبقت على دائرة آثار بصرى مراقبة المدينة القديمة والحفاظ ما أمكن عليها.
أحدثت شعبة آثار إزرع في عام 2009 إسهاماً في عملية توثيق وحماية الأماكن الأثرية من تلال وخرب وبلدات قديمة وأوابد أثرية مهمة، وأوضح الأثاري ميلاد مطرود رئيس الشعبة أن الأحداث المؤلمة التي تشهدها سورية ارتدت على التراث الثقافي السوري، إذ تعرضت بعض المواقع الأثرية في المناطق الساخنة لأعمال حفر وتنقيب وتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، ولجهة مدينة إزرع فهي تعدّ من المدن الكنعانية التي تعاقبت عليها حضارات مختلفة شأنها في ذلك شأن بقية مدن الجزء الجنوبي من بلاد الشام لموقعها الجغرافي كصلة وصل بين مصر القديمة وحضارات بلاد الرافدين ومن أهم آثارها كنيسة مارجرجيوس التي بنيت عام 513م وطرازها ذو ثلاثة أجنحة وشكل معماري مربع ونظام قبب فريد أصبح متبعاً في أغلب كنائس أوروبا ولا تزال تقام فيها طقوس العبادة والصلوات إلى يومنا هذا، وقامت دائرة آثار درعا عام 2006 بترميمها، وهي مقصد للسياح من جميع أنحاء العالم، أما الجامع العمري فيقع على الطرف الشمالي من المدينة وجنوب الكنيسة السابقة ويعود لعام 150م ويشغل مساحة 1600م2 ويتكون من رواقين يحصران بينهما صحن الجامع وعملت دائرة آثار درعا على ترميم أجزاء منه وتقوية الأساسات، وتوجد أيضاً عدة أبنية أثرية أخرى مهمة ولاسيما كنيسة مار الياس والجامع الصغير وجامع مدرسة ابن القيم الجوزية وتل ذنيبة الأثري، ومن التعديات الموثقة ضمن نطاق عمل شعبة آثار إزرع، تعرض جامع الحراك الأثري لأضرار طالت الجدار الغربي وقسماً من الجدار الشمالي وجزءاً من السقف، وتضررت مئذنة الجامع القديم في بلدة الشيخ مسكين، وتعرضت بعض الأماكن ضمن البلدات القديمة لعمليات حفر سري، ففي بلدة محجة تعرض مبنى الخط الحديدي الحجازي والغرف التابعة له لحفر سري من قبل المجموعات الإرهابية، وفي بلدة بصر الحرير تعرضت البلدة القديمة لبعض الأضرار نتيجة قذائف الإرهابيين ومنها الجامع القديم الذي انهارت جدرانه وكذلك تضرر مخفر الشرطة الذي يعود للفترة العثمانية كما تعرض المشهد الثقافي في منطقة اللجاة لعدة تعديات أثرية بهدف البحث عن الكنوز والدفائن ما أدى لأضرار أثرية في بعض المواقع.
تعد الصنمين من المواقع الأثرية القديمة المهمة وكانت تعرف بـ آرا أو ايرابوليس كما عرفت باسم أرينا حيث أقام جوليانوس جيرانوس زعيم الكتيبة الغالية الثالثة من بلاد الغال- فرنسا حالياً وسخر المعبد الروماني فيها للطائفة الإيرينية، وذكر اسماعيل الزوكاني رئيس شعبة آثارها أن هذا المعبد من أهم معالم المدينة ويوجد على ساكن المدخل الرئيس لمقصورة الإله كتابة لاتينية تشير إلى أن بناءه يعود لعام 191م وأنه كان مكرساً لآلهة السعادة الذي أقامته الربة تيكه، كما توجد في المدينة بلدة قديمة تعرف بالصورة تحوي بقايا أساسات وجدراناً لأبنية من العهدين الروماني والبيزنطي مثل الحمام البيزنطي إلى الجنوب من المعبد الروماني وبقايا جدران للعهد الإسلامي كما في قصر الشحادات ويتبع للمدينة العديد من القرى والبلدات ومراكز المدن من أهمها بلدة كفر شمس القديمة التي تحوي العديد من الأبنية الأثرية الرومانية مثل بيت عثمان وبيت آل العبد الله التي تعرضت لأضرار وتعديات، ومدينة الحارة التي أيضاً طال مواقعها وخربها الأثرية أضرار وحفريات وتخريب ومنها خرب اللطين وماما والرمان وخان الحلابات، وكذلك الأمر بالنسبة لقصر زين العابدين في مدينة إنخل الذي تم تسجيله واستملاكه من قبل مديرية الآثار والمتاحف، وهو يمثل طرازاً فريداً من نوعه لجهة بنائه وعمرانه، كما حدث تنقيب سري يعرض آثار مدينة جاسم ولاسيما خربة كفيريه والمزيرعة، وتضرر المشهد الثقافي في منطقة اللجاة التابعة قسم كبير منها إدارياً للصنمين ولاسيما أنها تحتوي على الخرب والتلال الأثرية وفيها الحمامات الرومانية وبلدة شعارة الأثرية التي شغلت بالسكن منذ القدم وضمن الظروف الراهنة تم السكن فيها وجرى حفر بئر مياه في موقع الحمامات الرومانية إضافة إلى حفريات أخرى للتخديم بالصرف الصحي وهي تؤثر في أساسات الأبنية الأثرية وتهددها بالانهيار.
وأشار رئيس الشعبة إلى أنه تم توثيق وتسجيل العديد من الخرب والتلال والأبنية ومن ثم استملاك بعضها وذلك حسب الإمكانات المتاحة والأولوية، لكن منذ بداية 2011 تعرضت تلك الآثار إلى التخريب والدمار من قبل ضعاف النفوس ولصوص الآثار بشكل ممنهج واقتصر عمل الدائرة خلال هذه الفترة على توثيق تلك المخالفات حسبما أمكن الوصول إلى مواقعها.
وبشأن الإجراءات المتخذة على صعيد الحماية أشار رئيس دائرة آثار درعا محمد خير نصر الله إلى أنه تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات المتنوعة بهدف حماية الآثار والمواقع الأثرية ما أمكن، ومن تلك الإجراءات أرشفة جميع القطع الأثرية الموجودة في متحف درعا ونقلها إلى أماكن أكثر أمناً، والعمل لتسجيل مباني الخط الحديدي الحجازي، وأرشفة جميع الصور والأضابير التي توثق المواقع الأثرية المسجلة وغير المسجلة، والعمل لأرشفة جميع المخططات الهندسية تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار للمباني الأثرية التي تعرضت للتخريب، وتنظيم الضبوط الأثرية ورفع الدعاوى ومتابعتها وإزالة التعديات وقمع المخالفات التي ترتكب على المواقع الأثرية من قبل مجلس المدن والبلدات.
ويأمل رئيس شعبة المباني وافي الدوس أنه في ظل حجم الكارثة الكبير على جميع القطاعات ووفق سلم الأولويات في إعادة الإعمار هناك أمل بأن يأخذ التراث الثقافي الإنساني جزءاً في مقدمة هذه الأولويات لقيمته المادية والمعنوية إضافة إلى أنه داعم للاقتصاد الوطني سواء عبر عائدات القلاع والمتاحف أو عبر دعم السكان المحليين العاملين في السياحة الأثرية، بينما أشار رئيس شعبة إزرع ميلاد المطرود إلى ضرورة ترميم النقص الحاد في عدد الحراس وكذلك في الفنيين من مهندسين وآثاريين بعد أن تسرب عدد كبير منهم لأسباب مختلفة خلال الأحداث الجارية، ولفت إلى صعوبة الوصول إلى المناطق الأثرية وبالتحديد الساخنة منها بسبب المجموعات الإرهابية وإيقاف عمل الدراجات النارية للحراس الجوالين، وبدوره أكد رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر الله على المقترحات السابقة، وأضاف إليها الحاجة إلى التأكيد على مجالس المدن والبلديات بعدم إعطاء رخص البناء والهدم في المناطق الأثرية المحددة على المخططات التنظيمية إلا بعد الحصول على موافقة الآثار، وضرورة توعية المواطنين بأهمية الآثار باعتبارها ثروة وطنية وأن تتضافر جميع الجهود من أجل الحفاظ عليها.
"تشرين"