الدفاع عن الوطن واجب شرعي وحماية ممتلكاته أمانة ومن بقي في سورية يعمل وينتج هو رديف للجيش العربي السوري
2015-05-14 13:47:29
عندما تشتد المحنة تزداد الحاجة للتعاضد لرد غائلة الإرهاب والمتآمرين
أثبت السوريون قدرتهم على التصدي والتضحية في سبيل الدفاع عن وطنهم ضد المؤامرات التي تحاك وتنفذ حرباً واسعة عليهم للنيل منهم ومن قرارهم المبدئي... صمدوا في وجه العدوان الذي يتعرضون له بفضل الوعي الشعبي، إضافة للتضحيات الكبيرة من قبل الجيش البطل، الذي يسطّر أروع الملاحم في البطولة والفداء والتضحية والدفاع عن الوطن الغالي والتفاف كل شرائح المجتمع حوله.
واجب شرعي
الدكتور عبد السلام راجح خطيب مسجد المرابط أكد أن علماء الدين هم قادة مجتمعيون والناس ينظرون إليهم بمصداقية كبيرة، وأن نصوص الشريعة تنهى عن الإسراف والتبذير والإيذاء وتعد الممتلكات العامة أمانة في أعناق كل الناس لأنها تمثل ملكية عامة والله يقول (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) وأنّ من خيانة الأمانة أن نحرم أو نؤذي الناس في مرفق يستفيد منه العموم لا شخص بعينه مشيراً إلى أن الدفاع عن الوطن واجب شرعي لأنه بيتنا الكبير والدفاع عنه ممن يريدون النيل من أمنه وسلامته وخيراته داخل في هذا الوجوب، كما أن مقاتلة أعدائه وغزاته داخل في معنى قوله تعالى (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) وقال الفقهاء: إن جهاد الأعداء يصبح فرض عين على الأمة إذا ما دخل العدو أرض بلادنا.
ويقول راجح: إن الشريعة وأحكامها لا تأمر إلا بخير ولا تنهي إلا عن شر، وإن أولئك الذين يدافعون عن شرف الأمة من مقاتلي جيشنا ضد الغرباء والمعتدين والغزاة إنما يقومون بفرض الكفاية عن بقية الأمة ما يستوجب على الباقين أن يكونوا معهم قلباً وقالباً وروحاً ويداً ودعاء ...
ونتذكر هنا قوله تعالى (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً)
فأنت أيها الجندي المرابط على حدود وثغور البلاد تحميها من كيد الكائدين واعتداء المعتدين تدفع عن البلاد والعباد وليس لك هدف إلا أن ترضي الله وأن تحمي من وراءك من أبناء البلد فإن الله يبشرك بأن يكف بأس الأعداء عنك، بل إنه سبحانه أشد بأساً بهم وأشد تنكيلاً فإذا ما كتب الله جندياً في الشهداء فله بشرى رسول الله (ص) الذي يقول (للشهيد عند الله خصال: يغفر له في أول دفعة (نقطة دم) ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويشفّع في سبعين من أقاربه)
مضيفاً أن بلدنا تعرضت عبر الزمن لصنوف الاعتداءات والمؤامرات إلا أنها مازالت باقية مستمرة وأن الامتحانات التي يمتحن الله بها الأمم إنما هي محلات ارتقاء للأمة وتمحيص لها وتمييز، وإن سنن الله الماضية في الكون تختصر في قوله (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) وبلادنا بلاد خير وأهلها مؤمنون بتقاديره وصابرون على امتحانه والله وعد بالبشرى للصابرين، فقال: (وبشر الصابرين).
وختم الدكتور راجح بالقول: إن لعالم الدين والفقه دوراً في غرس محبة الوطن و عنوانه محبة نبينا (صلى الله عليه وسلم) لوطنه فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم وقف على مشارف مكة وقال مخاطباً وطنه(والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت) وفي رواية اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة.
إن هذا الحب الذي حمله نبينا (صلى الله عليه وسلم) في قلبه يعلمنا كيف نحب وطننا وأن حب الوطن من الإيمان والإيمان بالله يقتضي بذل كل غالٍ وثمين لأجل وطننا لأنه أمانة ائتمننا عليه أجدادنا وسنحمل الأمانة لأولادنا وهكذا ... إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وإن تركنا لأمانة حماية وطننا ستجعل فجوة بين الأجيال المؤتمنة على الوطن وهذه الفجوة لن تسد إلا بالمخلصين الغيورين وسنقف وسنسأل بين يدي الله عن تأديتنا لهذه الأمانة ولا يقبل منا أن نفرط لأن الله سيسألنا عنها يوم القيامة وسيسألنا أبناؤنا عنها في دنيانا.
رديف للجيش
عضو مجلس رجال الأعمال السوري البيلاروسي بلال نعال عدّ كل من لم يغادر البلد في هذه الظروف الصعبة سواء أكان معلماً، أم مثقفاً أم رب أسرة وكل موظف وعامل وطالب بقي يعمل في معمله ومصنعه ومدرسته وجامعته هو جندي يعزز ويساهم في رفد الجيش العربي السوري بكل أنواع الصمود ويرفده ويرفد الوطن سورية بكل مقومات الصمود إحساساً منه ببسالة الجندي العربي السوري وتضحياته وليؤكد للجيش أنه ليس وحيداً في مواجهة هذه المؤامرة القذرة التي تتعرض لها سورية.
وقال نعال: في هذه الظروف والحرب الكونية على سورية علينا أن نقف جميعاً لنرد لها دينها علينا لقاء تعليمنا المجاني والطبابة والصحة والخدمات التي تقدمها الدولة.
وأوضح عضو مجلس الأعمال السوري – البيلاروسي أن ما تتعرض له سورية هي حرب قذرة، تدمير ممنهج وتخريب متعمد للمنشآت والمصانع يستهدف البلد قيادة وشعباً.
وتساءل نعال: أين التجار والصناعيون الذين تركوا البلد في وسط المحنة داعياً إياهم للعودة إلى سورية والعمل فيها وأن يبقى الفلاح في أرضه يزرعها والعامل في معمله ومؤكداً على عودة المهاجرين من التجار والصناعيين للعمل في بلدهم وكسر الحصار الاقتصادي الغربي الجائر بالإمكانات المتاحة عبر فتح أسواق جديدة والعمل مع البلدان الصديقة التي وقفت إلى جانب سورية (الصين – روسيا – بيلاروسيا – الهند – جنوب أفريقيا).
وقال: إن العديد من البلدان التي تعرضت للحروب والدمار كبيلاروس التي خرجت من حرب لم يبق فيها سوى عدد قليل من المنشآت وقد استطاعت بفضل صناعييها وتجارها وفعالياتها الاقتصادية أن تنهض.
ورأى نعال أن كل من يحارب البلد سواء أكان صناعياً أم تاجراً ويستغل الأزمة لا يختلف عن غيره من الإرهابيين (الدواعش) متمنياً على غرف الصناعة والتجارة واتحاد المصدرين توحيد الرؤى المشتركة ودراسة كل القرارات بشكل دقيق ومتأنٍ بحيث يأخذ في الحسبان المصلحة العامة السورية أولاً وبما يخدم المواطن ويؤمن له سلعة مقبولة ورخيصة تلائم أصحاب الشرائح الاجتماعية المختلفة ولاسيما منهم أصحاب الدخل المحدود في ظل الظروف الصعبة.
ورأى نعال أن التوءمة التي وُقعت مع الجانب البيلاروسي من شأنها أن تساهم في فتح سوق اقتصادية كبيرة أمام المنتجات السورية المختلفة ولاسيما أن الجانب البيلاروسي أبدى استعداده للتبادل في مجال النسيج والفواكه وإقامة تعاون اقتصادي مثمر مع سورية لافتاً إلى أنه ستتم قريباً إقامة معرض سوري – بيلاروسي في سورية لعرض المنتجات المشتركة للبلدين وبما يؤمن فرصة الترويج للمنتجات السورية وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
وأكد نعال ضرورة إيجاد تشاركية حقيقية بين القطاعين العام والخاص بعيداً عن التعقيد والروتين ولاسيما أننا مقبلون على مرحلة إعادة إعمار سورية على أيدي أبنائها المخلصين الشرفاء من كل شرائح المجتمع وكل حسب موقعه بما يدعم صمود الجيش العربي السوري ويعزز من انتصاراته المتلاحقة في دحر الإرهابيين.
المراة في الميدان
أثبتت المرأة السورية للعالم أجمع في ظل الأزمة التي نعيشها، أنها الأنموذج المقاوم لقوى البغي والظلام التي تود سحقها، فهي كعادتها تقاوم بكل ما لديها من وسائل وأساليب رغم الآلام والجراح التي تعصف بها، فمنهن من رأت بأم عينيها كيف فقدت أبناءها و عائلتها وبيتها الذي كان يؤويها، ولم تقتصر آلام العشتار السورية على ذلك، فقد حاول بعض الإعلام النيل من سمعتها وجعلها لقمة سائغة لمن يريد في دول الجوار ورغم ذلك بقيت صامدة كشجرة السنديان ووقفت جنباً إلى جنب مع الرجل ولم يقتصر دورها على الأعمال الإدارية والمنزلية بل حتى إنها شاركته ساحة الميدان.. «تشرين» التقت بعض النماذج من النسوة اللواتي كان لهن دور مشرف خلال الأزمة.
واجب وطني
السيدة لينا وهي تؤدي الخدمة في إحدى المشافي العسكرية تقول: أشعر بأن كل جريح ومصاب هو ولدي لذلك أحاول أن أقدم كل مايلزم لهم وأسهر على متابعة أوضاعهم وأنا مرتاحة جداً لما أقوم به، وتتابع: لدي ولدان في الجيش وهما الآن على جبهات القتال يحاربان المجموعات التكفيرية التي تعيث فساداً ببلادنا وأنا دائماً أتضرع لله بأن يحميهما ورفاقهما في السلاح.
وأكدت أن على كل امرأة في سورية أن تقوم بدورها في هذه الأزمة، فلكل دوره اليوم من أصغر فرد إلى أكبر فرد وجميعنا نستطيع القيام بأدوارنا، مشددة على أهمية التكاتف وعدم التقاعس في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد لكون التاريخ يكتب ويخلّد من باع وطنه ومن حافظ عليه ودفع الغالي والرخيص.
أما ريم صديقة لينا فهي زوجة شهيد تقول: استشهد زوجي أثناء قيامه بواجبه العسكري في مطار الطبقة في الرقة ولم تصل جثته حتى الآن، ولدي 3 أطفال وأتابع عملي هنا، فأقوم بخدمة جرحى الجيش، مضيفة: أشعر بأنهم إخوتي ومهما قدمنا لهم لانفيهم حقهم لأنهم يدافعون عن أرضنا و عرضنا ووحدة بلادنا وفي بعض الأحيان يأتي بعض الجرحى وحدهم من دون مرافقين أو أقرباء وعندما يطلبون أي شيء غير متوافر في المشفى فإنني أتوجه فوراً إلى منزلي القريب من المشفى وأحضره.
متساوون في الحقوق والواجبات
وفي المشفى أيضاً التقينا إحدى السيدات وهي ضابط برتبة عقيد إذ أكدت أن المرأة السورية عبر التاريخ كانت سباقة ورائدة في اقتحام حقول المعرفة والثقافة والعمل الاجتماعي والإنساني، وكانت على قدر الثقة بها وبانتمائها لوطنها يوم اختارت القيادة أن تكون إلى جانب رجال الجيش العربي السوري في اختصاصات إدارية وطبية وتقنية وعملياتية وهي اليوم تشارك رجال الجيش العربي السوري في أرض الميدان.
وأضافت: منذ انطلاق الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس المؤسس الراحل حافظ الأسد تم إعطاء قضية المرأة اهتماماً كبيراً وعدت بمنزلة القضية الجوهرية والحيوية وتم وضعها في مقدمة الأولويات بين قضايا المجتمع وعوامل تقدمه، وقد دافع الرئيس المؤسس عن إنسانية المرأة وحريتها ومساواتها، وعمل على إزالة العقبات من أمام تحررها وتقدمها، كما ركز الرئيس بشار الأسد على أهمية دور المرأة في بناء المجتمع.
وتتابع: إذا ما أمعنا النظر في واقع المرأة في الحياة السياسية نجد خطوات مهمة أنجزت وخطوات أهم ما زالت في الانتظار, فمنذ أن أصبحت المرأة متساوية مع الرجل في حقها بالانتخاب والترشح وممارسة العمل السياسي بشكل عام حصلت تغيرات جوهرية على واقع المرأة السياسي, إذ يوجد اليوم العديد من النساء في المجالس البرلمانية العربية وكذلك في المناصب التنفيذية العليا «الوزارات», وهذه الظاهرة في ارتفاع متزايد, ما يدل على قدرة المرأة على المشاركة والفعالية في كثير من الأحيان, لما تتضمنه هذه المشاركة من انعكاسات إيجابية على المرأة والمجتمع, حيث إنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية سياسية متكاملة من دون مشاركة فاعلة من هذا القطاع المهم.
لا تزال قضية المرأة تلقى كل الدعم والتأييد على مختلف الصعد، وأكبر دليل على ذلك وجود المرأة في مواقع القرار والمسؤولية العليا.
إن مسيرة التصحيح ستبقى مستمرة وكذلك مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها الرئيس بشار الأسد.
وأشارت إلى أنه في ظل الأزمة التي يمر فيها الوطن يبرز دور المرأة الفاعل في الحل الاجتماعي الذي يمثل وسيلة لتحصين الوطن والعودة إلى روح الوحدة الوطنية، فالمرأة السورية هي محور هذا الحل لأنها الأم والأخت والزوجة، ولها الدور الرئيس في استيعاب التغيرات الحاصلة على ساحة الوطن، علينا ألا نتجاهل دورها لأنها العامل المحفز لعودة أبناء الوطن إلى رشدهم، فالمرأة السورية وعبر التاريخ كانت الرافعة الأساسية للتنمية من أجل النهوض بواقع أمتنا والحفاظ على سيادة وطننا، وليكن شعارنا في المرحلة القادمة وعبر المجتمع المدني (يد تبني ويد تربي)
رفاق السلاح
صورة أخرى من صور العزة والكرامة جسدتها المرأة السورية تمثلت بـ «كتيبة مغاوير الحرس الجمهوري» للبنات وهي من أولى التجارب في الجيش العربي السوري والرائدة في منطقة الشرق الأوسط، وتتألف من 800 مقاتلة يتواجدون في الخطوط الأمامية للقتال في العديد من المناطق كالقابون وجوبر وداريا، مهمتها تأمين التغطية النارية وسد الثغرات بين القوات وأعمال القنص وتأمين الحراسات لكل العناصر الموجودة في ساحات القتال وكانت لأعمال هذه الكتيبة نتائج عسكرية مهمة.
تقول إحدى المتطوعات: اخترنا منافسة الرجال في البسالة والشجاعة وجرأة اقتحام المخاطر، وأثبتنا أننا نقاتل بشجاعة ورغبة بالشهادة فداء ودفاعاً عن تراب الوطن.
ونقف اليوم جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف مع جنود القوات المسلحة خلف المدفعية وقاذفات الصواريخ ونخوض معارك الشرف ونتقدم الصفوف الأولى في القضاء على العصابات الإرهابية ونحقق إنجازات مهمة في أغلب العمليات والهجمات التي ننفذها في الأحياء القريبة من دمشق.
متطوعة أخرى تؤكد أن دور المرأة لا يقتصر على إنجاب الأبناء، فالأهم من ذلك الشباب وتربية وإعداد مقاتلين يعتزون بانتمائهم لسورية ويدافعون عنها ويبذلون الدماء والأرواح لصون ترابها وحدودها وكرامتها وسيادتها.
الفلاح يؤمن الغذاء
قبل الأزمة استطاعت سورية ولسنوات عديدة، تأمين مخازين استراتيجية من المواد الأساسية كالقمح مثلاً، وغيرها من المحاصيل الزراعية وذلك بفضل جهود وتضحيات فلاحيها الشرفاء وماأكثرهم، شأنهم شأن بقية شرائح الشعب.
خلال الأزمة وما تركته من آثار سلبية، كان الفلاح السوري موجوداً في الدفاع عن بلده، كان متشبثاً بأرضه وزراعتها، تعرض للقتل من جانب العصابات الإرهابية، تم تخريب محاصيله الزراعية، حرقت أرضه وأشجاره، لكنه كان متمسكاً بمبادئه وحبه لوطنه وعشقه لتراب أرضه... لم يغادر ولم يترك معشوقته الزراعة، وإن أجبر في بعض الأحيان فتجده سرعان ما يعود إلى الزراعة في منطقة جديدة هجّر إليها.. عشقه لزراعته ورائحة التراب لا يفارقه ولن يتخلى عنه مهما اشتدت الخطوب، رغم الحرب زراعتنا ومحاصيلنا موجودة، ما زلنا نأكل مما ننتج وكل ذلك يعود لفلاحنا المنتج والمؤمن بوطنه وعشقه لزراعته.
تراب الوطن غال
الفلاح أديب مطر من ريف دمشق قال: لم ولن نترك أرضنا ووطننا، هنا ولدنا وهنا سندافع وسنموت، تراب الوطن أغلى ما في الوجود، ونحن مستمرون بالزراعة لإنتاج كل الأنواع من المواد والسلع الزراعية من خضر وفواكه، ولاسيما زراعة القمح هذا المحصول الرئيس، وبقدر ما ننتج نكون أقوياء ونؤمن حاجاتنا وحاجة شعبنا وجيشنا البطل الذي يسطر كل يوم أروع البطولات .
الكل مطالب اليوم بالعمل والإخلاص بذلك, فالوطن يحتاج لنا جميعاً, لن نترك أرضنا بلا زراعة, بل سنتوسع ونزرع لنؤمن كل احتياجاتنا الغذائية واحتياجات جيشنا البطل..
وأضاف الفلاح مطر: أنا وأولادي زرعنا خلال الموسم الحالي مساحات واسعة من الأراضي بمحاصيل الفول والبازلاء والكوسا إضافة لمحصول القمح, وحال المنتجات جيدة الحمد الله, وقد ساعدتنا الجهات المعنية بتأمين بعض المستلزمات من بذور وأسمدة ومحروقات, وهناك تعاون جيد مع الرابطة الفلاحية ووزارة الزراعة.
لن نتوقف عن زراعتنا
الفلاح بركات همار من المزارعين الأساسيين في منطقة شواقة الموجودة غرب منطقة داريا قال: لم ننقطع أو نتوقف عن الزراعة في أي موسم رغم ظروف الحرب والأحداث الدائرة, لكن هذه أرضنا, وزراعتنا لها عشق أبدي لا تغيره أي ظروف أو حروب, نقوم وأولادنا منذ الفجر بالتحضير والزراعة والتوضيب, وطننا وشعبنا يحتاج منا جميعاً أن نكون أوفياء مخلصين بالأداء والإنتاج, زرعنا البندورة والخيار... كما تلاحظ هذه المساحات الواسعة من الخضر والحشائش كلها تسد قسماً كبيراً من احتياجات شعبنا، لن نترك الزراعة وسنبقى، نحن الفلاحين، حماة للوطن, بجانب شعبنا وجيشنا نزرع لنؤمن الغذاء من صنع أيدينا وعرقنا..
وأشار همار إلى بعض الصعوبات متأملا أن تزول مشكلة نقص الوقود أحياناً ومشكلات التسويق ومصاعب النقل, مشيراً إلى أن هناك وعودا من جانب الجهات المختصة لتلافي مثل تلك المشكلات التي تعترض العملية الزراعية..
مسؤوليتنا اليوم زيادة الإنتاج
الفلاح حسن بيازيد أكد: سنبقى صامدين ندافع عن أرضنا, ونقوم بزراعتها من أجل تأمين المستلزمات الغذائية للمواطن, وتقع على عاتقنا اليوم مسؤولية الإنتاج وحماية المنشآت الزراعية والغابات من اعتداءات العصابات الإرهابية المسلحة التي تسعى إلى ضرب الاقتصاد الوطني والنيل من صمود الشعب السوري.
وأشار الفلاح بيازيد إلى أنه يقوم بزراعة مئات الهكتارات من الأراضي بالخضر والقمح على طريق مطار دمشق الدولي وشعاره زيادة الإنتاج رغم الصعاب, هذا الشعار الذي يجب أن يكون دائماً، خاصة أننا نمر في مثل هذه الظروف الصعبة, وكل ذلك بهدف تدعيم القاعدة الاقتصادية ورفع مستوى معيشة شعبنا ودعم متطلبات الدفاع والصمود.
مخلصون لوطنهم وداعمون للأمن الغذائي
رئيس رابطة داريا الفلاحية السيد حكمت العزب شرح دور الإخوة الفلاحين وقيامهم بزراعة مساحات واسعة وبمختلف الأصناف والأشكال الزراعية قائلاً: إن الفلاحين السوريين أثبتوا على مدى عقود سابقة وسنوات الأزمة تشبثهم بأرضهم ودفاعهم عن قضايا وطنهم وأمتهم وساهموا في تحقيق الأمن الغذائي عبر تنفيذ الخطط الزراعية مع مشاركتهم التنظيم الفلاحي والحكومة في رسم السياسات الزراعية والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم المحاصيل الزراعية، ورغم الظروف الراهنة والحرب التي تتعرض لها سورية صمد الفلاحون ودافعوا عن أرضهم وقاموا بزراعتها من أجل تأمين المستلزمات الغذائية لمواطننا، وهم اليوم على يقين وقناعة تامة بالنهوض والاستمرار برزاعتهم ليبقى القطاع الزراعي كما كان رائداً وداعماً للاقتصاد الوطني.
وكرابطة فلاحية، تضم أكثر من 34 جمعية فلاحية، قامت الرابطة وبمساعدة من التنظيم الفلاحي ومحافظة ريف دمشق وجهات الزراعة بتأمين وتوزيع البذور والأعلاف على الإخوة الفلاحين وتم توزيع البذور الزراعية على مئات الفلاحين وبإشراف من منظمة الفاو وبكميات كبيرة من بذور القمح والخيار والبندورة والبقدونس والكوسا والكزبرة وغيرها، وإضافة للبذور قمنا بتوزيع المازوت والغاز للإخوة الفلاحين وكانت الأولوية لمحصول القمح وبالفعل اليوم محصول القمح بمستوى جيد، وكذلك قمنا بتجهيز مدرسة لتعليم أبناء الفلاحين بعد تركهم المدارس فترات مختلفة وبلغ عددهم اليوم أكثر من 560 طالباً وكل ذلك دعم للفلاح من أجل بقائه وزراعته للأرض وهذا ما حصل، وتتابع الرابطة كل شؤون الإخوة الفلاحين وتنسق مع التنظيم الفلاحي والمحافظة واتحاد المصدرين من أجل تلافي أي صعاب، فالفلاح اليوم بات محط اعتزاز من المجتمع بفضل جهوده في ضمان الأمن الغذائي رغم الظروف الصعبة