11603 H 27500
في هذه المحموعة من القصائد، يعود الشاعر إلى هاجسه الشعري الذي انطلق منه، ويقدم قصائد ذات أبعاد وطنية، وأخرى تتعلق ويقدم قصائد ذات أبعاد وطنية، وأخرى تتعلق بالحرب التي جرت، وقصائد في أصدقاء فجع بهم في أثناء الحرب، وإن لم يشر إليهم بالاسم فذاك لأنه أراد أن يقدم فجيعة الوطن بأبنائه، فحوّل الفجيعة بالفرد إلى فجيعة وطن، وتحت عنوان بشير الغمام يقول:
يالحزن الفرات!
حين يغتابه المحل في ضفة
لا تجيد النبات!
منذ غادر صقر قريش عذوبته،
لهثت موجة في السهول
ترقرق أحزانها،
وتهيل الحنين إلى تربة
غادرتها الحياة
ليختم بنبرة متفائلة
سوف تنهض من روحه الأرض
واضحة كالمصير ويداها على حضنها
تحملان البشير
غيمة للفرات
سوف يأتي الفرات
وفي الجانب الوجداني يهدي الشاعر المرأة التي نصفها من هديل اليمام وباقي عذوبتها في المقام قصائد عذبة فيها من عمق الشعور والإحساس:
لماذا تجيئين بعد المواعيد دوماً
كأني نذرت لجمر انتظارك؟!
كأني أحوش عنقود عمري
نبيذاً أليفاً
يقطر نشوته في جرارك
أنا الرمل، ناطور مائك
مأوى بحارك!
أنا في الجهات جهاتك
أحمل شمسين تستقبلان
شروق مدارك
ويمضي الشاعر إلى القصيدة التي تكتنز الرائحة والملاذ والذات، ليقدم نفثات تعبر عن عمق ما يجول في خاطره الذي قد لا يجد فسحة في غير قصيدة وصورة، والمشاعر الطافحة تبدو في الحديث إلى أم، وما يقوم الشاعر بتحميلها من رسائل، وفي هذه القصيدة الختام المزيد من الألم لذا أختم بما كتبه (أمي)
لرائحة الحزن في بيتنا
للرصيف الذي يتفقد قلبي مساء
ويجلس منتظراً موعداً
لا يجيء
لحضن شقي تعوَّد
أن الحياة تمر مباهجها من بعيد
ولكنها لا تفيء!
لما شاب من عمرها
بين طفل وطفل
سأقطف تنهيدة من عذاب إله
أكورها في السماء القليلة
ثم أصب عليها السواقي
وحين تفيق الحياة من النوم
يغسلها بالصباحات
وجه بريء
(ظل لصيف العاج) مجموعة شعرية جديدة للشاعر عصام خليل تعمد إلى الصورة والبعد عن الخطابية والمباشرة، لتدخل في عمق الشاعر ولوعته أو فرحته أو عشقه، وما بينها تشتد حرارة الشعر، ويبدو الظل أكثر ارتساماً.