"الطنطورية".. كأنها ولدت هناك...

2019-03-07 13:35:32

كأنها ولدت وعاشت هناك... كأنها تعرف فلسطين قرية قرية، بحرا وسهلا ومخيمات. كأنها عاشت أزقة عين الحلوة والرشيدية وصبرا وشاتيلا.. كأنها غنت مع "ختياريات" فلسطين، و"حممّت" العريس وزفته، و"حنّت" العروس.. ورددت مع الـ"حصادات" على بيادر القمح أهازيج الفرح..

إنها الكاتبة رضوى عاشور، في رواية الطنطورية، إحدى قرى فلسطين الساحلية التي يحمل غلاف الكتاب صورة لها. كم هو عظيم ذلك الجهد والصبر الذي بذلته الكاتبة لسبر أغوار التقاليد الفليسطينية. وكذا الاحداث بالتفصيل، بالدمعة بالآهة والزفرة. "الطنطورية" عمل روائي ومشروع معرفي. تؤرخ فيه وتخلد معاناة الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال.

هي رواية تغني عن قراءة العديد من المراجع الكثيرة والمتنوعة، رغم أنها ليست برواية تاريخيّة بموجب المعايير العلميّة رغم أنّ الكاتبة درست التاريخ والجغرافيا، الزمان والمكان، وتمرّست بهما فكانا أرضيّة خصبة للرواية وأثراها كثيرًا. وجاءت  لغة الرواية "شعبيّة" جميلة وسلسة، متبّلة باللهجة الفلسطينيّة واستعمالها للأمثال الشعبيّة كان موفّقًا بامتياز: "ابن العم يطيّح عن ظهر الفرس"، "شباط الخبّاط يشبُط ويخبُط وريحة الصيف فيه"، "شباط ما عليه رباط". كما كانت موفّقة أيضًا عند استعمالها اللغة المحكيّة الفلسطينيّة: بَندوق، زعرنة، طوشة، قَشَل، تنكة، جاهة، طُلبة، حَرابَة، حفّايّة، حطّة، قُمباز، كَنزِة، ناصح، نِتفة، نهفة. وكذلك في إشارتها لمأكولات فلسطينيّة وأدوات طبيخ: مجدّرة، مسخّن، مقلوبة، طُنجرة، نُصيّة جبن وغيرها.

#شارك