11603 H 27500
رواية حرب وأشواق، للكاتبة نزهة أبو غوش، تضع القاريء في الجو العام لمأساة الشعب الفلسطيني، وتصف مشاعر الخيبة والصدمة التي أصابت الفلسطينيين بعد أن سقطت باقي مدن فلسطين بيد الصهاينة عام النكسة ١٩٦٧، وتتطرق لآثار النكبة على الشعب الفلسطيني على المستوى الانساني... إنها ملحمة مأساوية، تعيدنا فيها الروائية، إلى أيام الطفولة التي نفتقدها هذه الأيام من خلال بعض القصص الجانبية التي تحكي عن سير الحياة اليومية في فلسطين في تلك الحقبة من الزمن، منها مثلا طلب الخياطة أولغا من عصام أن يشتري لها أزرارا وخيوطا مناسبة، فنتذكر معها الزمن الذي اعتمدت فيه السيدات على الخياطة لتصميم أزيائهن، وتعيدنا إلى مادة النيلة التي كانت تستخدم في الغسيل، حينما تحدثت عن عادل الذي دهن بيته بالنيلة، ثم قصص الزمن الجميل حينما كان الأهل يستمعون إلى المذياع ولا يبرحونه، ينتظرون أن يسمعوا أخبار النصر ، يسعدون بالاستماع إلى صوت أحمد سعيد الذي كان يبعث الأمل الكاذب في نفوسهم وينشر الأخبار الكاذبة، فبينما كان يحدثهم عن اسقاط ٨٦ طائرة إسرائيلية، كانت قوات الاحتلال قد ضربت المطارات العسكرية المصرية وكانت القدس تقع تحت قبضة الاحتلال.
هي قصص لا تنتهي من المعاناة، والخسارة والنكبات نعيشها بأسى مع كل عائلة في الرواية، نتعرف من خلالها على عادات الشعب الفلسطيني وأرضه وخساراته التي لا يمكن أن تعوض بأي ثمن، هي قصص لكنها تنقش تاريخا لا يمكن محوه من الذاكرة... كتبت بلغة روائية قوية، سهلة ممتنعة، بعيدة عن التعقيد، بسرد سلس مشوق. كما تعتبر الرواية مادة تاريخية توثيقية يمكن تركها لأجيالنا القادمة، كما أنها إضافة قيمة لرفوف الأدب العربي.