11603 H 27500
زوربا : هي رواية للكاتب نيكوس كازانتزاكيس ،تدور أحداثها عن قصة رجل مثقف ، أسمه باسيل غارق في الكتب يلتقي مصادفة برجل أمي مدرسته الوحيدة في الحياة وتجاربه فيها ، سرعان ما تنشأ صداقة بين الرجلين ويتعلم فيها المثقف باسيل الذي ورث مالا" من أبيه الكثير من زوربا عن الحياة وعن حبها وفن عيشها .
زوربا هي شخصية حقيقية قابلها نيكوس في إحدى أسفاره ، وأعجب بها اعجابا" شديدا" ، فكتب رواية باسمه ، والملفت في زوربا هو قدرة نيكوس على وصف الشخصية بشكل مطول ومفصل وعميق .
حتى أنك تشعر لوهلة أن زوربا هو الشخص الأعظم في هذا الكون المميز في زوربا أنه يحب الحياة ، بكل أشكالها لا يذكر الحزن بل الفرح دائما" في لحظات حزنه الشديد ، أو سعادته الشديدة يرقص رقصته المشهورة (رقصة زوربا )
في تلك الرقصة يقفز إلى الأعلى لأمتار ويستغل كل ما هو حوله من بشر أو أدوات وجمادات .
وفي رواية زوربا شخص لقبه الرئيس هو شخص يوناني يرغب قي استثمار أمواله في مشروع ما ، فيقنعه زوربا بأنه يستطيع استثمار أمواله في منجم للفحم ، ولكن محاولات زوربا لصناعة مصعد ينقل الفحم من مكان لمكان ، تبوء بالفشل ، وزوربا المفعم بالحياة لا ييأس يحتاج زوربا لأدوات من المدينة ، فيأخذ كل أموال صديقه ، ويذهب إلى المدينة ، فيشعر بالتعب ، يدخل إحدى الحانات ، فتقترب منه / غانية / فيرفضها ، فتشعره بانتقاص رجولته .
لكن زوربا المفعم بالرجولة لا يقبل هذا التصرف ، ويصرف كل المال عليها ، ويكتب رسالة إلى الرئيس (أنه دافع عن كل الرجولة في العالم )
زوربا شخص أمي لا يعترف بالكتب ، وبالمقابل صديقه شخص ملئ بالكتب ولطالما سخر زوربا من تلك الكتب قائلا":
كتبك لا تعنيني ،فليس كل ما هو موجود ، موجود في كتبك .
خلاصة ورأي : أن كليهما يمثلان قطبان للتناقض ، ورغم ذلك التناقض فقد كان يجمعهما حب عميق وصداقة راقية شفافة صادقة لقد جمعت بين هذين الشخصين المتناقضين فكريا " وعقائديا" وسلوكيا" علاقة قوامها التكاملية لا المصلحة أو تبادل المنفعة بقدر ما هي علاقة تحكمها التكاملية المثالية فلكل منها رأي في الأخر مكملا" لنفسه وكأن كلا" منها وجد في الأخر نصفه المفقود (نقصه)
أو ما يبحث عنه ، وأن كان من الواضح أن قوة تأثير الراوي المتمثل بشخص الإنسان المثالي ، كان أكبر من قوة تأثر زوربا به .
عبير جميل حسين .