11603 H 27500
(للكاتب باتريك زوسكند )
غرينواي جون بابتسيت الذي ولد بصفات غير بشرية فلديه حاسة شم خارقة ستجعل منه أسطورة .
ولد في سوق السمك الذي يعج برائحة العفن والأزقة الفرنسية والشوارع في القرن الثامن عشر التي لم تكن أقل عفنا" ، تركته أمه هناك ليلاقي مصيره لكنه عاش ونجى بخلاف موجة العفن والروائح التي كانت تزكم الأنوف إلا أن الشيء الوحيد الذي كان يخلو من أي رائحة هو (غرينواي ) نفسه ولتكتمل القصة بطريقة سيريالية فقد كان يملك حاسة شم إسطورية إن صح التعبير يستطيع من خلالها رؤيتك حرفيا" معرفة شكلك وحجمك وعمرك بل حتى تعابيرك وإحساسك من خلال شم رائحتك من على بعد أميال وقدرته لتفصيل تلك الروائح التي نقف مذهولين أمام روعتها لكن غرينواي يستطيع تحليلها إلى مركباتها الأولى فالشم كان لغرينواي عيناه وأذناه وكل ما يملك .
غرينواي النكرة الذي لا يعبؤ به أحد ولا يذكره أحد كيف لا وهو ذلك الشخص الذي بلا رائحة حتى يظهر |أمامه وخلفك فتظن أن شبحا" قد حل من العدم يروى كل شيء ولا يراه أحد .
إن هذا (الزوسكند ) مجنون لا محالة ، وأنت تقرأ لا يمكنك نكران جمال الوصف والسرد عند الكاتب كما لو أنك شممت عطور باريس كلها ، الياسمين ، بهارات العطارين ، رائحة السهول والأرض والمطر ، رائحة البشر التي تكاد تزكم أنفك وأنف غرينواي معا".
خلاصة ورأي : الرواية خليط من المشاعر بين المتعة والهلع والقرف الذهول والحبور الاعجاب والكره ، تلك الأعمال التي تقف بعدها خمسة دقائق محاولا" استيعاب ما الذي قرأته للتو هل أعجبت به أم أمقته هل أحببته بصراحة لا أعرف . قراءة ممتعة .
تعتبر هذه الرواية من أكثر الروايات مبيعا" في ألمانيا في القرن العشرين ، حيث تمت ترجمتها ل 48 لغة وبيعت أكثر من 20 مليون نسخة عبر العالم وبقي اسم هذه الرواية في لائحة الأفضل مبيعا" .
عبير جميل حسين